مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ١٤٦
الإسلامي، منذ مطلع القرن العشرين!
وهكذا تجاهل الباحثون الآخرون الذين أسهموا بكتابة الفصول الأخرى من هذا الكتاب. دور النجف في تأريخ العراق في العصر الإسلامي والعصر الحديث، التي ظلت مصباحا متوهجا ومنبعا ثرا للفكر والثقافة الإسلامية على مدى ألف عام.
لماذا يطمس إسهام حاضرة عراقية مهمة كالنجف في حضارة العراق، فيما تحيى أدوار هامشية أو مندثرة لغيرها؟!
لقد تتبع الدكتور إبراهيم خليل أحمد في حديثه عن نشأة الطباعة في العراق وتطورها، معظم المطابع في الموصل وبغداد، حتى راوندوز التي أرخ لمطبعة (زاري كرمانچي) فيها، التي تأسست سنة 1344 ه‍ = 1925 م مثلا، بينما لم ترد في بحثه آية إشارة لنشأة الطباعة في النجف، وما أنجزته المطابع النجفية في إنتاج الكتاب.
من هنا نرى لزاما علينا أن نشير إشارة سريعة إلى بواكير المطابع والمطبوعات النجفية.
لقد كانت (مطبعة حبل المتين) أول مطبعة تقام في النجف عام 1327 ه‍ = 1909 م، بعد أن وصلت من الهند، فقد أرسلها من هناك صاحبها السيد جلال الدين الحسيني الكاشاني إلى أخيه في النجف السيد محمد علي حبل المتين، حيث كانت قبل ذلك في كلكتا، وكانت تطبع فيها جريدة (حبل المتين).
وتولت طبع الكتب العربية والفارسية، بالإضافة إلى الصحف والمجلات، ومما طبع فيها: بعض الأعداد من مجلة العلم، ومجلة الغري الفارسية، وجريدة حبل المتين الفارسية التي كانت تطبع فيها عندما كانت في كلكتا.
وقد توقف عملها عند الحرب العالمية الأولى، وانحلت وبيعت
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست