مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ٢٣٤
التجويز، لأن الله تعالى إذا تعبد بالقياس فكأنه عز وجل قال: " من غلب على ظنه بأمارات، فظهر له في فرع أنه يشبه أصلا محللا فيعمل على ظنه، فذلك فرضه والمشروع له " فقد أمن بهذا الدليل ومن هذه الجهة الإقدام على القبيح، وصار ظنه - أن الفرج يشبه الأصل في الحكم المخصوص - طريقا إلى العلم بحاله وصفته في حقه وفيما يرجع إليه، وإن جاز أن يكون حكم غيره في هذه الحادثة بخلاف حكمه إذا خالفه في غلبة الظن.
ومن هذه حجته وعليها عمدته، كيف يشتبه عليه ما ذكرناه في غلبة الظن للإمام بالسلامة والظفر؟!
والأولى بالمنصف أن ينظر لخصمه كما ينظر لنفسه ويقنع به من نفسه (كيف يساوى بين حكم الظهور والغيبة مع أن مبنى الأول الضرورة، ومبنى الثاني النظر) فإن قيل: كيف يكون الإمام لطفا لأوليائه في أحوال غيبته (130)، وزاجرا لهم عن فعل القبيح، وباعثا على فعل الواجب على الحد الذي يكون عليه مع ظهوره؟ وهو:
إذا كان ظاهرا متصرفا: علم ضرورة، وخيفت سطوته وعقابه مشاهدة.

(١٣٠) في " م ": الغيبة.
(٢٣٤)
مفاتيح البحث: الفرج (1)، الظنّ (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست