مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ١٥١
وهذه هي القصيدة الثانية لشاعرنا المترجم يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام أيضا:
أميم لا تنكري حزني ولا وصبي * والمرء لا زال في هم وفي تعب كفي العتاب فإن العتب مهلكة * وما بقلبي يكفيني من العتب رماني الدهر حتى صرت من بلد * أنحو لأخرى ومن واد إلى شعب (11) مباعدا عن بني أمي وعن وطني * وعن دياري وعن أهلي وعن صحبي حتى حللت بدار أهلها خلفوا * أهلي وأصحابها زادوا على الصحب في كل ندب لهم ندب ونائحة * على الحسين تبكي أعين السحب هذي منابرهم قد طاولت شرفا * شمس الضحى وعلت في السبعة الشهب لهفي لسبط رسول الله من بكيت * له العوالم في بدء وفي عقب فلست أنساه فوق الترب منجدلا * وحوله من أباة الضيم كل أبي مصرعون على الرمضاء قد نسجت * ريح الشمال لهم بردا من الترب وحولهم نسوة قد فطرت أسفا * بفطر مهجتها صخر الصفا الصلب وبينهم زينب مثل العجول لها * قلب بساعرة الأحزان في لهب تدعو فتدعو لها السبع الطباق أسا * والكون أصبح داجي اللون في حجب ولست أنسى إمام المسلمين على * مهزولة القود (12) محمولا بلا قتب (13) يقول: يا عمتا ماذا البكا، فعلى * ما قدر الملك الجبار فاحتسبي

(11) الشعب، جمع شعاب: الطريق في الجبل، مسيل الماء في بطن أرض؟ ما انفرج بين الجبلين. والشاعر حرك العين لضرورة الشعر.
(12) القود جمع قوداء: يطلق على الفرس وغيره، يقال: قود يقود قودا الفرس وغيره: طال ظهره وعنقه فهو أقود.
(13) القتب، جمع أقتاب: الرحل.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 155 157 158 ... » »»
الفهرست