مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ١٥٩
قال الطهراني: طال مكثه في كربلاء، فكان من أجلاء العلماء بها، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، أثرت عليه وقعة الطف بشكل خاص، فكان من أجلها ثائرا موتورا، هاجر من كربلاء إلى طهران وبقي بها مدة.
يقول السفير الفرنسي في طهران في عصر المترجم له (كنت دوكوبينو): يمكن أن نعد الملا آقا (المترجم له) نموذجا فريدا من الحكماء الإلهيين، حيث كان يعارض علانية وبدون هوادة كل رأي ينافي أصول العقيدة، وكان يبدي عداءه للصوفية، وينظر إلى الشيخية وعقائدها بسخط، ويرمي عقائد الأخبارية بالبطلان (3).
وكان أحد نماذج السلف الصالح، الذين يحق لنا الاعتزاز بهم والإشادة بذكرهم (4).
وقد انتقل في آخر عمره إلى طهران واحتل بها مقاما ساميا، وكان يقوم بدور العلماء العظام آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر إلى أن توفي رحمه الله.
وفاته:
توفي - أعلى الله مقامه - سنة 1285 ه‍، كما أرخه الشاعر المؤرخ الشيخ محمد ابن داود الهمداني (إمام الحرمين) الكاظمي، في المقطوعة التالية، قال: ومن جيد التواريخ قولنا في وفاة الملا آقا بن عابد بن رمضان الدربندي:
حل بنا البلاء لا حول ولا * وما البلا ينزل إلا بالولا بموت مفرد غدا في جمعه * العلوم طرا علما مرتجلا

(3) مذاهب وفلسفه در آسياى وسطى: 91 - 94.
(4) الكرام البررة 1 /....
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 155 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست