مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ٢٤
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجمعهم من الآفاق: عبد الله بن حذيفة، وأبا الدرداء، وأبا ذر وعقبة بن عامر، فقال: ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله في الآفاق؟!.
قالوا: تنهانا؟!.
قال. لا، أقيموا عندي، لا والله، لا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ عنكم ونرد عليكم.
فما فارقوه حتى مات (21).
توجيهات العامة لحبس الصحابة:
لقد ارتبك علماء العامة أمام هذا الإقدام ارتباطا غريبا، فهم بين منكر لهذه الروايات - وخاصة ما نقل عن عمر في حبس الصحابة - وحاكم بعدم صحتها وبوضعها، ومن أشدهم في ذلك ابن حزم الظاهري الذي عبر عن رواياتها بالروايات " الملعونة "!.
وبين من أغرب فاحتمل فيها الضعف والبطلان تارة، والصحة والاتقان أخرى، وهو ابن عبد البر.
وبين من صححها سندا وهم الأكثر، إلا أنهم اختلفوا في توجيهها مع الاعتراف بظهورها في التشديد على الصحابة في نقل الحديث والرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا بد من ذكر التوجيهات التي وقفنا عليها لنرى مدى قابليتها للقبول وما يرد عليها من النقوض: - 1 - توجيه الخطيب البغدادي:
قال الخطيب. إن قال قائل: ما وجه إنكار عمر على الصحابة روايتهم عن

(٢١) كنز العمال ١ / 239 طبعة الهند.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست