مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ١٨٣
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعترته الطاهرين.
أما بعد: فهذه رسالة مشتملة على ما لا يسع المكلف جهله من معرفة الله تعالى، وما يتبعها من أصول الدين، والعبادات العينية على وجه الاختصار [معرفة الله تعالى وصفاته] فأول ما يجب على المكلف أن يعرف أن الله تعالى موجود واجب الوجود.
والدليل على ذلك أن العالم - وهو ما سوى الله تعالى - حادث ممكن، فلو لم يكن واجب الوجود موجودا لم يكن للعالم وجود، لأن وجود الممكن من غيره، ولا خارج عنه من الموجودات غير الواجب تعالى.
وإذا ثبت كونه موجودا واجب الوجود لزم كونه قديما أزليا باقيا أبديا، لأنه لو جاز عليه العدم لكان ممكنا.
وكونه واحدا ليس بجسم، ولا عرض، ولا في مكان، ولا مرئي، ولا مركب، ولا حال في غيره، ولا غيره حال فيه لاستلزام ذلك كله كونه ممكنا حادثا وقد ثبت أنه واجب الوجود.
ولزم كونه قادرا مختارا لأنه خلق العالم المشتمل على الحوادث فيكون قادرا.
وكونه عالما لما يشتمل عليه مخلوقاته من إحكام الصنعة وإتقانها.
وقدرته وعلمه شاملان لجميع الأشياء، لأن نسبة جميع الممكنات إلى الواجب تعالى على السوية، فتعلق القدرة والعلم ببعضها دون بعض ترجيح من غير مرجح.
وقدرته وعلمه يستلزمان كونه تعالى حيا، لأن غير الحي لا يقدر ولا يعلم.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست