مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ١٧٢
الثاني - طاب ثراه - فإني بالرغم من الفحص الكثير والتتبع المضني لم أقف حتى على نسخة واحدة منها في فهارس المكتبات.
وللقارئ أن يعلم أن كثيرا من العلماء ألفوا رسائل في " ما لا يسع المكلف جهله " بهذا الاسم وغيره، منها:
أ - (ما لا يسع المكلف الإخلال به = ما لا يسع المكلف تركه " لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي - رحمه الله تعالى - (15).
ب - " ما لا يسع المكلف إهماله " للشيخ أبي عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي، تلميذ الشيخ الطوسي - رحمهما الله تعالى - (16).
ج - " غاية الإيجاز لخائف الاعواز " لابن فهد الحلي - عليه الرحمة -، والتي جاء في مقدمتها: "... وبعد، فهذه رسالة وجيزة تشتمل على ما لا يسع المكلف جهله من معرفة واجب الصلاة، بحيث تبطل الصلاة مع الجهل بها) (17).
والظاهر أن الشهيد ألف الإسطنبولية هذه في خصوص الواجبات العينية - دون الكفائية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - لتكون رسالة مختصرة سهلة التناول في معرفة الاعتقادات والعبادات لتعليم عامة المكلفين، كما فعل ذلك العلامة الحلي والشيخ الكراجكي قدس سرهما، كما في " أجوبة المسائل المهنائية " حيث جاء فيها: " ما يقول سيدنا في المختصر الذي صنفه مولانا وسماه:
(واجب الاعتقاد على جميع العباد) إذا حفظ المكلف وعرف معانيه، هل يكون بذلك عارفا لما يجب عليه معرفته، ناجيا بذلك في دنياه وآخرته، وكذلك (تلقين أولاد المؤمنين) للشيخ الكراجكي، هل يكون كذلك، وأي مختصر أنفع لأولادنا ونسائنا؟
أفدنا أفادك الله من فوائده.
الجواب: نعم، يكفي في القيام بالتكليف المطلوب شرعا معرفة واجب

(١٥) مجلة نور علم، العدد ١، ص ٩٨، الذريعة ١٩ / ٢٥ - ٢٦ رقم ١٢٧.
(١٦) النابس في القرن الخامس: ١٨٩، الذريعة ١٩ / 26، رقم 128.
(17) الرسائل العشر: 309.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست