مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ١٧٥
الفصل الرابع:
في المواعظ معنى قلت:
إذا خالط سواد الشعر وضح المشيب، نزع بنان الفجيعة جلباب الثوب القشيب.
وآن للراقد الهبوب من كراه، وللمستيقظ الجد في إصلاح أخراه.
ناكبين عن طريق الغرور بما وهباه من صحة جسد وبلوغ أرب.
إذ ذلك خداع يتفرى (67) جلبابه عن ندم، وتضحك نواجذه عن كآبة.
إذا لاح المشيب على قذال (68) * فقد ناداك عن كثب رحيل (69) وإنما مثل الإنسان في ذلك كمثل السنابل في أيام الربيع.
حيث يباكرها الندى، ويهب عليها نسيم السحر.
فتميس عند ذلك شبيها بحالي جذلان، أمن حوادث الدهر وطوارق الزمن.

(67) تفرى: تشقق.
(68) القذال: مؤخر الرأس.
(69) في هامش المخطوط: " لمصنف أدام الله أيامه ".
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست