مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ١٦٣
شرقت بدموع حسراتي فكفكفتها (36) بمنن آلائك.
إلهي، إذا سريت في فلوات المدح لجلالك اتسعت في عين بصيرتي جهاتها، وإذا سربت (37) بفجاج التنزه في كمالك انبسطت في مخايل فكري عرصاتها.
فيا من حاط (38) جلاله بسرادق عجزت العقول عن مغرفة كيفيته، وحرس مجده القديم عن تصور كنه ماهيته.
ارحم من قصرت الألباب عن وصف ضعف قدرته، وعجزت الأذهان عن شرح وهن جملته (39).
قد ألقى مهجته في يد الاستسلام، وأعترف بلزوم الحجة في الغضب والاصطلام.
إن استعان جوارحه في الاعتذار عن جرائمه أكذبته، وإن أشار إليها في تحقيق عظائمه صدقته.
فيا من عم الخلائق فيض أفضاله، أول الصفح مخذول أبعاضه وأوصاله.
إلهي، ارحم من انقطع رجاؤه إلا منك، وعمي نظر أمله إلا عنك.
لا يجد نسيم بهجة إلا أن يحركه عطف رضوانك، ولا روح سرور (40)

(36) كفكف الدمع: مسحه.
(37) السارب: الذاهب على وجهه يسير في الأرض.
(38) حاط الشئ: حماه ورعاه.
(39) الجملة: جماعة الشئ.
(40) الروح: النسيم.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست