مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٦ - الصفحة ٩٥
الثاني: العقائد، والالتزامات الفكرية للإنسان المسلم.
وقد اختلفت الفرق والمذاهب الإسلامية في تحديد مصادر هذه التعاليم.
أما القسم الأول:
فقد قال قوم بأن مصدره هو خصوص الطرق المقررة من قبل الشارع نفسه، ولا يمكن أن يتدخل العقل - بأي شكل - في تحديد التكليف الشرعي، وهؤلاء هم " المحدثون ".
وقال قوم بأن مصدره هو الطرق المقررة، إن وجدت، وإلا فإن الدليل العقلي يكشف عن وجود التزام شرعي على طبقه، وهم " المجتهدون ".
ومحل تفصيل هذين القولين، بمالها من الخصوصيات، والمضاعفات، واللوازم، هو علم أصول الفقه (1).
وأما القسم الثاني:
فقد تكفل ببيان مسائله علم (الكلام) لكن المسلمين اختلفوا اختلافا كبيرا في تحديد مصدر أساسي لهذا العلم، بعد اتفاقهم على أن مسائله جزء من أهم تعاليم الإسلام.
وبذلك يمكن القول بأن من المجمع عليه بين الأمة وجود بذور علم الكلام مع بزوغ الإسلام ومنذ بداية ظهوره، فإن من مهمات المسائل الكلامية، هي مسألتا " التوحيد " و " النبوة " وهما من المعتقدات التي أكد عليها الإسلام منذ البداية.
فيتضح خطأ من أخر عهد نشوء علم الكلام إلى عهد متأخر (2).

(١) لاحظ بحث " الوسائل الرئيسية للإثبات في علم الأصول " من كتاب " المعالم الجديدة للأصول " تأليف السيد الشهيد محمد باقر الصدر، ص 30 - 45،، وعامة القسم الأول من هذا الكتاب مفيد للمطالعة والبحث في هذا الصدد.
(2) الرسائل العشر - للشيخ الطوسي -: المقدمة ص 16، وقارن: تاريخ المذاهب الإسلامية - لأبي زهرة -: 154.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 91 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست