مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٢٥١
جمعه واستغنائهم عنه، كما روي عنه عليه السلام في موارد شتى، ولم ينقل عنه عليه السلام فيما روي من احتجاجاته أنه قرأ في أمر ولايته ولا غيرها آية أو سورة تدل على ذلك، وجبههم على إسقاطها أو تحريفها) (56).
وثانيا: بالاختلاف بالزيادة والنقصان من جهة الأحاديث القدسية، بأن يكون مصحف الإمام عليه السلام مشتملا عليها، ومصحفهم خاليا عنها، كم ذهب إليه شيخ المحدثين الصدوق حيث قال: (وقد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية، وذلك قول جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى يقول لك: يا محمد دار خلقي، ومثل قوله: عش ما شئت فإنك ميت، واحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه، وشرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كف الأذى عن الناس).
قال: (ومثل هذا كثير، كله وحي وليس بقرآن، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به وموصولا إليه غير مفصول عنه، كما كان أمير المؤمنين عليه السلام جمعه، فلما جاء به قال: هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم، لم يزد فيه حرف ولا ينقص منه حرف، قالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك، فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمانا قليلا، فبئس ما يشترون) (57).
وثالثا: بالاختلاف بالزيادة والنقصان من جهة التأويل والتفسير، بأن يكون مصحفه عليه السلام مشتملا على تأويل الآيات وتفسيرها، والمصحف الموجود خال عن ذلك كما ذهب، إلى ذلك جماعة.
قال الشيخ المفيد: (ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتا منزلا، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا، قال الله تعالى: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) فسمى تأويل القرآن قرآنا، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير إختلاف، وعندي

(56) الميزان 12: 116.
(57) الاعتقادات: 93.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست