مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦ - الصفحة ١٠
مخطوطة أصيلة تزيد الكتاب ثقة به واطمئنانا إليه واعتمادا عليه...
حينذاك يبدأ سعي المحقق في تجميع النسخ، وهي - في الوقت الحاضر - مصورات كلما ازدادت وضوحا في التصوير ازدادت شبها بأصلها، وحلت محله في القراءة وتهيئة النسخة للعمل (1).
وهنا تظهر فائدة فهارس المخطوطات لمعرفة أماكن هذه النسخ والسعي في الحصول على مصوراتها.
ولا ننسى الاستعانة بذوي الخبرة في الهداية إلى مظانها وتقييمها، وفي إعانتهم للمحقق في تحصيلها بما لهم من صلات مع أصحاب الكتب والقائمين عليها.
* * * فحص النسخ وتقييمها وهنا يأتي دور فحص النسخ لاعتماد ما يجب الاعتماد عليه منها وإهمال ما ينبغي إهماله.
وهذا الدور من أهم أدوار هذا الفن، لأن نتيجة التحقيق وثمرة جهد المحقق مبنيتان عليه.
وقد اعتورت مخطوطاتنا ظروف كانت حسنة حينا سيئة أحيانا كثيرة.
وتداولتها - بعد أيدي النساخ - أيد كانت في الغالب غير أمينة:
فمن متولي وقف حسن له الشيطان وألجأه فقر المجتمع المتخلف إلى بيع ما تحت يده، فمزق الورقة الأولى ليضيع أثر الوقف، ففوت علينا معرفة عنوان الكتاب واسم مؤلفه وفوائد أخر.
ومن متعصب ضيق الأفق ساءه أن يرى لعالم من غير أهل نحلته أثرا، فعدا عليه تمزيقا أو شطبا أو محوا أو تحريفا لما لا يروقه...
ومن وارث جاهل صار ما وصل من ذخيرة الأمة إليه لعبة لأطفاله، مبذولا لكل من هب ودب من معارفه.
ومن.. ومن..

(1) قلنا هذا، لأن اختبار الورق والحبر لا يمكن إلا على المخطوطة نفسها
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست