مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤ - الصفحة ١٧١
أن الله سبحانه يخلقه علي ويضاعفه لي، والغرض العرض لسيدي وإنباؤه بحسن صنيع الله له، من حيث يدري ولا يدري، حيث يصيب الله ببره مواقعه، ويسوق ما يجري من الخير على يده إلى أحق أهله، ومنهم ربيب ألطافه وصنيعة أياديه وغرس نعمته، فإنه لولا ما تسديه من صلاتك وبرك، لوقفت حركته عن رزق ساعته، فضلا عن يومه وليلته، ويأبى الله جل شأنه ذلك، وقد تكفل بالرزق وجعله على يدك الكريمة المباركة، فله الحمد حيث جعله في خير سبله، وأجراه من أكرم مجاريه.
أما العبد - فبحمد الله - ما فتحت في سؤال أحد فمي، ولا أرقت - بمنه - ماء وجهي، كل ذلك بما أغناني الله به من ظل سعادته، ويمن بركاته، وسلامة وجوده، وسعة جوده، ولا أسيل - إن شاء الله - ماء وجهي بالسؤال، ولو سال دم وريدي، وانقطع خيط وجودي، على أني حتى الآن ما وجدت أحدا يشري بالدينار، ماء وجوه الأحرار، والناس اليوم لا تجد فيهم إلا من يسكب ماء حيائه ووقاره، لحفظ درهمه وديناره.
فأسأله - تعالى - أن يديم ظلك علينا، ولا يدفعنا بالحاجة إلى أحد منهم.
وما أبالي وخير القول أصدقه * حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي نعم سيدي ولا غرو:
فما أنا إلا غرس نعمتك التي * أفضت له ماء النوال فأورقا وقفت بآمالي عليك جميعا * فرأيك في إمساكهن موفقا ولولا حذر الملالة، لسحبت ذيل المقالة، وأنا على القلة أستميح من سيدي العفو والإقالة، عما عساه أن يعد من الجسارة والإطالة، وأرجو أن لا ينساني، من صالح دعاه، كما لا أنساه:
وكيف أنساه لا نعماه واحدة * عندي ولا بالذي أولاه من قدم وأسأله - تعالى - أن يجعلني عبدا شكورا، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وأهدي وفير سلامي وتحياتي لسادتي الكرام: السيد محمد، والسيد أحمد، والسيد علي، والسيد محمود، أدام الله علينا وعليهم ظلك الممدود، بالعز والشرف والسعود، والسلامة إن شاء الله، والسلام.
غرة ربيع الثاني سنة 1330 عبدك محمد حسين كاشف الغطاء
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست