مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤ - الصفحة ١٦٧
الصلوات من الله والسلام عليك يا مولاي يا حجة الله البالغة، يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين، ورحمة الله وبركاته.
كتابي توجه وجهة الآية الكبرى * وكبر إذا وافيتها ودع الكبرا وول إليها شطر وجهك راسما * من الدمع في صحف الغرام بها سطرا تأس بأملاك السماء فإنها * تخر على أعتابها زمرا تترى وقف تالي السبع المثاني بحمدها * فقد عظمت عن سردك النظم والنثرا ولا تلتمس في شكر عارفة لها * بغير اعتراف العجز، عن شكرها شكرا ألست على علم بأن ضميرها * سريرة معنى القدس لو تعرف السرا أمرآة مرأى الغيب إن خلتك امرء * فعفوا فأمري في علاك غدا إمرا على العبد عد بالحلم واستبق ستره * فإني أخشى فيك أن يهتك السترا أرى الناس لا تدري بمغراي فيكم * ولكن عزائي عنهم أنك بي أدرى نشرت علينا من ظلالك دوحة * بها قد تفيأنا لك النعمة الكبرى جمعت الهدى حلما وعلما بذاته * فأطلعت للرائين من أحد بدرا حفظت به الدنيا مع الدين فاغتدى * لمنتجع الدنيا وملتمس الأخرى به بقيت للشرع تحيا بقية * فلولاه لم نسمع صلاة ولا ذكرا أولي النعم العظمى لقد هان أجركم * إذا لم تكن إلا مودتكم أجرا وهان ولو أنا فدينا نفوسنا * لا نفس قدس منكم عظمت قدرا فؤادي على الرحب امتلى من ولائكم * ولم أر للدارين إلاه لي ذخرا بقيتم وإلا لا بقينا وطلتم * بعمر وإلا لا نسل بعدكم عمرا أي عز أمنع، وأي حظ أمتع، وأي شرف أرفه وأرفع، وأي سعادة ألم و ألمع، وأنصر وأنصع، من سعادة طرس تسعفه المقادير، فيحظى بلثم كف جعلها الله في الأرض واكف رحمته، ومد بها على العباد وارف نعمته، ودفع بيمن بركاتها جارف عذابه ونقمته، فأي اغتباط أعظم من غبطتي لهذا الكتاب، ساعة يقف على تلك الأعتاب، فيجتلي أنوار النبوة وقبسات الإمامة، ويدخل السفينة التي من دخلها أمن حتى من أهوال يوم القيامة، فهل نافعي أن أقول: يا ليتني كنت كتابا، أو أدعو - وأنا المؤمن -: يا ليتني كنت لنعل ابن أبي تراب ترابا.
ثم هب أني وقفت على تلك الأعتاب، ودخلت باب حطة ولله هو من باب،
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست