مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١ - الصفحة ١١١
عن أنس بن مالك قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي فلما أفاق قال لي يا أنس تدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال: أمرني أن أزوج فاطمة من علي فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وبعددهم من الأنصار.
قال: فانطلقت فدعوتهم له فلما إن أخذوا مجالسهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحمد لله المحمود بنعمه، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه والمرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وشج بها الأرحام وألزمها بالأنام فقال تبارك اسمه وتعالى جده (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) فأمر الله تبارك وتعالى يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
ثم إني أشهدكم أني زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك - وكان غايبا قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة - ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبق فيه بسر فوضعه بين أيدينا ثم قال انتهبوا فبينا نحن كذلك إذ أقبل علي فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه وقال يا علي إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة أرضيت قال قد رضيت يا رسول الله.
قال: ثم قام علي فخر الله ساجدا شكرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم جعل الله فيكما الكثير الطيب وبارك الله فيكما.
قال أنس: فوالله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب.
الباب الثامن عشر في رد الشمس لعلي المرتضى لأداء صلاة العصر 24 - وبه قال الحاكم أخبرنا أبو زكريا العنبري أنبأنا أبو عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم الحافظ أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني أنبأنا عل بن هاشم بن البريد عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن علي بن حسن عن فاطمة بنت علي.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست