لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٥٠

____________________
عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة، وعن عمارة بن فيروز عن أبي هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أنزل عليه حين انصرف من العصر وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) قريبا منا، ولم يكن عليا أدرك الصلاة... فقال " اللهم أردد الشمس على علي حتى يصلي "، فرجعت الشمس لموضعها الذي كانت فيه حتى صلى على (عليه السلام).
وقال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير... عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس: إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم صلى الظهر بالصهباء، ثم أنفذ عليا (عليه السلام) في حاجة، فرجع وقد صلى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم العصر، فوضع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم رأسه في حجر على (عليه السلام)، فنام، فلم يحركه حتى غابت الشمس...
فقام على (عليه السلام) فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت الشمس...
أقول: ثم نقل السيوطي حديث رد الشمس بطرقه الكثيرة عن أسماء بنت عميس، وعلي بن أبي طالب عليه السلام، وأبي ذر (نقله الأخير، عن علي عليه السلام يوم الشورى (1)) عن الجزء الذي تقدم ذكره - تخريج أبي الحسن شاذان الفضلي -، من صفحة 338 إلى 341 من الجزء 1، من كتابه " اللآلي المصنوعة "، وقال بعده: انتهى ما في الجزء من الطرق. ثم قال: ومما يشهد بصحة ذلك (أي بصحة الحديث) قول الإمام الشافعي رضي الله عنه وغيره: ما أوتي نبي معجزة إلا أوتي نبينا صلى الله عليه (وآله) وسلم نظيرها أو أبلغ منها، وقد صح إن الشمس حبست على يوشع، ليالي قاتل الجبارين، فلا بد أن يكون لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم نظير ذلك، فكانت هذه القصة نظير تلك.
وقال على القاري (2) في شرحه على " الشفاء " (ج 1، ص 590) ذيل قول

1 - ولفظه: قال علي (عليه السلام) يوم الشورى: " أنشدكم بالله، هل فيكم من ردت له الشمس غيري حين نام رسول الله صلى الله عليه (وآله) وجعل رأسه في حجري حتى غابت الشمس، فانتبه فقال: " يا علي، صليت العصر "؟ قلت: اللهم لا، فقال: " اللهم ارددها عليه، فإنه كان في طاعتك وطاعة رسولك ".
2 - علي بن محمد سلطان (وورد اسمه على كثير من كتبه: علي بن سلطان) [وعلي بن سلطان محمد، كما ص 2، من المجلد الأول من شرح " الشفاء "] الهروي، المعروف ب‍ " القاري "، نور الدين: فقيه حنفي، من صدور العلم في عصره، ولد في هراة، وسكن مكة وتوفي بها... (وفاته في سنة 1014). " الأعلام " للزركلي، جزء 5، ص 166.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 153 154 155 156 ... » »»