لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٦٠
ضمن أمور:
1. الشعار المائز بين الأشاعرة والمعتزلة إن الأشاعرة، جعلوا أفعال العباد متعلقة بإرادته سبحانه حفظا لأصل التوحيد، وأخرجتها المعتزلة عن كونها متعلقة بها فرارا عن الجبر وحفظا لأصل العدل، ولأجل ذلك صار كل من التعلق وعدمه، شعارا مائزا بين الطائفتين:
روي أن القاضي عبد الجبار المعتزلي (المتوفى 415 ه‍) لما دخل دار الصاحب بن عباد، ورأى فيها أبا إسحاق الإسفرائيني الأشعري (المتوفى 413 ه‍) رفع صوته بشعار منهجه، وقال:
سبحان الذي تنزه عن الفحشاء، معلنا بذلك أن الأشاعرة - ومنهم الأستاذ أبو إسحاق، لأجل قولهم بسعة إرادته لأفعال العباد - يتهمونه سبحانه بالفحشاء لتعلق إرادته بمعاصي العباد في منهجهم، فما قدروا الله حق قدره، فوصفوه بالظلم مكان وصفه بالعدل.
وأجاب أبو إسحاق بقوله: الحمد لله الذي لا يجري في ملكه إلا ما يشاء، معلنا بأن القول بخروج أفعال العباد عن مشيئته، يستلزم وقوع أشياء في ملكه خارجة عن مشيئته، فما قدروا الله
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»