لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٥٧
يتحقق إذا كان هو في نفسه بحيث يقوم فيه دون العكس، فلا مدخل للعلم في وجوب الفعل وامتناعه وسلب القدرة والاختيار، وإلا لزم أن لا يكون تعالى فاعلا مختارا لكونه عالما بأفعاله وجودا وعدما. (1) يلاحظ عليه: أنه خلط بين العلم الانفعالي الذي يكون المعلوم سببا لحدوثه، كالعلم الحاصل من الأشياء في النفس، والعلم الفعلي الذي هو سبب لوجود المعلوم، إما سببا ناقصا كعلم المهندس المقدر لبناء البيت، أو سببا تاما كتصور السقوط ممن قام على شاهق.
وعلمه سبحانه ليس علما انفعاليا من الخارج، وإلا يلزم عدم علمه ما لم يتحقق المعلوم في الخارج، وإنما هو علم فعلي، وهو في سلسلة العلل وإن لم يكن علة تامة في مجال الأفعال الاختيارية للإنسان ضرورة أن للإنسان دورا في تحققها، فتكون المقايسة باطلة.
وبذلك يعلم ضعف قياس علمه سبحانه، بعلم المعلم بنجاح تلميذه في الأفعال أو رسوبه بصورة قاطعة، فكما لا

(١) الشريف الجرجاني: شرح المواقف: ٨ / 156.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»