في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٤٨
النبي وشخصيته وحرمته عند الله تبارك وتعالى، حتى يستجيب دعاء الإنسان لأجلها ولو كان لدعاء النبي أثر هو الإجابة فإنما هو في ظل قداسته وشخصيته. وهناك كلمة قيمة للشيخ محمد الفقي في هذا الصعيد نأتي بنصها:
يمتاز الأنبياء والرسل عن سواهم بمميزات لها خطورتها وعظم شأنها، ويتمتعون بخصوصيات تجل عن التقدير والتعبير، فهم يتفاوتون عن الخلائق بشتى الخوارق، ويختصون بأنواع رائعة من المعجزات وأسمى المقامات:
* (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) * (1).
والذي وهبهم هذه العطايا وأنعم عليهم بهذه الامتيازات، كتب لهم في سجل الحوائج قضاء ما يطلبون، وما يرجون لأنهم رسله إلى خلقه يلجأ إليهم عند الشدائد، ويستغاث بهم في الملمات في الحياة، إجماعا بين المسلمين حتى الوهابية ومن بعدها حسب ما دلت عليه الأحاديث واستفاضت الأخبار.
كيف يشك إنسان في جواز التوسل بهم والاستغاثة عند الملمات مع أن الأنبياء يستغيثون بالنبي الأكرم يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى. فتطلب الخلائق في هذا الموقف من الأنبياء إغاثتهم، والاستشفاع بهم، فيحيلونهم كل بدوره إلى خير شفيع، وأعظم مغيث فيقصدون كعبة الشفاعة وقبلة الإغاثة، فيستجيب لرغباتهم ويسارع لإغاثتهم وإنقاذهم ويهم

(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»