في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٤٦
في جواز التوسل بأشخاص الصالحين وذواتهم فضلا عن دعائهم، وإليك البحث في الأقسام الأخر للتوسل.
التوسل بحق الأنبياء والصالحين:
إن من أقسام التوسل، التوسل بحق الأنبياء الذي تفضل به سبحانه عليهم، فجعلهم أصحاب الحقوق، وأوجب على نفسه أداءها.
وليس معنى ذلك أن للعباد، أو لبعضهم على الله حقا ذاتيا يلزم عليه تعالى الخروج والتحلل منه، بل الحق كله لله. وإنما المراد هو المقام والمنزلة التي يمنحها سبحانه تكريما لهم، وليس لأحد على الله حق إلا ما جعله الله عز وجل حقا على ذمته تفضلا وتكريما، قال سبحانه: * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * (1).
ويدل على ذلك من الروايات ما رواه أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة وقال: اللهم أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، إلا أقبل الله عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك " (2).
وما رواه عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لما اقترف آدم

(١) الروم: ٤٧.
(2) ابن ماجة ج 1 باب المساجد: 261، ومسند أحمد 3: 21.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»