في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٣٢
يصدون وهم مستكبرون) * (1).
ولأجل ذلك كان الصحابة والتابعون يتوسلون بالنبي في تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث إلى غير ذلك من المصاعب والمحن.
هذا كله مما لا يناقش فيه أحد حتى الوهابيون عامة تبعا لابن تيمية (2). لقيام الأدلة الصريحة عليها، ووقوعها أكثر من مرة بلا نكير ولا إشكال.
إنما الكلام في التوسل بدعاء النبي بعد وفاته، وهذا هو الذي حرمته الوهابية وربما وصفوه بالشركية، ولكن أين هو من الشرك؟ إذ كيف يمكن أن يكون طلب الدعاء من النبي في حال حياته عين التوحيد ويكون بعد وفاته عين الشرك، مع وحدة العملين من حيث الماهية والحقيقة؟!!
نعم لو كان هناك كلام وإشكال في هذا المورد فليكن في كون هذا النوع من

(١) المنافقون: ٥.
(2) مجموعة الرسائل والمسائل 1: 14.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»