بعثته في الأرض فلما خلق أبان فضله للملائكة وأراهم ما خصه به من سابق العلم من حيث عرفه عند استنبائه إياه أسماء الأشياء فجعل الله آدم محرابا وكعبة وبابا وقبلة أسجد إليها الأبرار والروحانيين الأنوار ثم نبه آدم على مستودعه، وكشف له [عن] خطر ما ائتمنه عليه بعد ما سماه إماما عند الملائكة، فكان حظ آدم من الخير ما آراه من مستودع نورنا ولم يزل الله تعالى يخبئ النور تحت الزمان إلى أن فضل محمدا _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في ظاهر الفترات فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وإعلانا، واستدعى عليه السلام التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل فمن وافقه وقبس من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سره واستبان واضح أمره ومن أبلسته الغفلة استحق السخط، ثم انتقل النور إلى غرائزنا ولمع في أئمتنا فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض فبنا النجاء ومنا مكنون العلم وإلينا مصير الأمور وبمهدينا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة ومنقذ الأمة، وغاية النور ومصدر الأمور فنحن أفضل المخلوقين وأشرف الموحدين وحجج رب العالمين فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا وقبض على عروتنا (1) 9 - حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، عن ابن زرين الغافقي، سمع عليا (رضي الله عنه) يقول: هو من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (2).
(٤٩)