شهادة الأئمة (ع) - جعفر البياتي - الصفحة ١٠٨
محنتها، وإن كانت مدتها قصيرة، فوطأتها أليمة ثقيلة، وإن كانت عدتها يسيرة، فخطتها وخيمة وبيلة.
وهي أدل دليل على انقضاء الأيام المهدية " سقى الله عهدها "، ثم لا خير في عيش الحياة بعدها، وليس بينها وبين النفخة الأولى مدة طويلة، ولا نعمة طائلة، بل تترى فيما بين ذلك أمور معضلات، و أهوال هائلة، وتضرب الفتن بكل خطة فسطاطها، وتؤجج نارها، وتنصب المحن بكل بقعة سراطها، وترهج غبارها.
ويخرج يأجوج ومأجوج في عدد لا يحصيه غير الذي خلقهم، مختلفة أحوالهم وأشكالهم، وينتشرون في السهل والوعر... و يحصرون نبي الله عيسى ومن معه من المسلمين، ويرمون بنشابهم إلى السماء مقاتلين، فيهلكهم في ليلة واحدة ذو القوة المتين...
ثم يبعث الله تعالى ريحا طيبة، فتقبض كل روح طيبة زكية، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر الإنسية.
وتخرج الدابة فتسم كل باد وحاضر، وتميز بين كل مؤمن وكافر، وتنقطع سبل الحاج وتخرب يثرب ويغلق باب التوبة، وتطلع الشمس من المغرب، ويرتفع القرآن الكريم من المصاحف والصدور، ويمتد البلاء وتشتد الأمور، وتعبد الأصنام والأوثان، وتقل الرجال ويكثر النسوان، ولا يشتغل أحد بسنة ولا فرض، ولا تمطر السماء
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»