عاداهم " " لا يضرهم من خذلهم " لان ولايتهم لا تستند إلى الناس بل إلى الله تعالى، هذا بخلاف ولاية الحاكم التي تتضرر بخذلان من يخذل لأن قوته وسلطته تستند إلى الناس.
ويؤيد ذلك أيضا ما ورد عن علي ((عليه السلام)) قوله " أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ان رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى ان الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم " (1).
فهو ((عليه السلام)) هنا يتحدث عن أئمة هدى بعد الرسول ((صلى الله عليه وآله)) لهم منزلة الرسول في الهداية وفي اختصاص الحكم في زمانهم بهم وكونهم منحصرين في بني هاشم، ومما لاشك فيه انه ليس كل بني هاشم لهم هذه الخصوصية بل هم علي ((عليه السلام)) والأحد عشر من ولده من فاطمة ((عليها السلام)). ومن الواضح ان كلامه ((عليه السلام)) يشير إلى حديث النبي ((صلى الله عليه وآله)) " الأئمة من بعدي اثنا عشر "، فهم إذن نظراء أئمة الهدى من بني إسرائيل الذين جعلهم الله تعالى بعد موسى وجعلهم اثني