سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٧١
الوسيلة الثالثة العودة إلى الحق * (وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) * (1) يا قومي اعبدوا من كان له حياة وشعور ومن هو قادر على النفع والضرر، اعبدوا الله الذي خلقكم وإليه ترجعون، اعبدوه وطهروا أنفسكم من كل وسائل الشرك والانحراف والزيغ عن الحق وبهذا تجلبون لأنفسكم النفع وتدفعون عنها الضرر، فهذه الوسيلة جاء بها كل أنبياء الله تعالى ليخرجوا أقوامهم من الظلام الحالك الذي حل بهم إلى النور والعقل والتفكير.
الوسيلة الرابعة تفنيد ادعاءاتهم كان قوم إبراهيم متفرقين متشتتين في الأفكار والعقائد فمنهم من يعبد الأصنام ومنهم من يعبد الكواكب وهؤلاء قسم يعبدون السيارة منها وغيرهم يعبدون الثابتة ولكل منهم آراء وأفكار فأراد أن يجمعهم تحت راية واحدة وعقيدة واحدة وما من طريق لذلك إلا أن يفند ما يزعمون من الآلهة والأصنام، فراح يفند ذلك بأسلوب رسالي لا يبقى مجالا للشك في بطلانها.
* (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين) * (2) فهو يسير مع القوم ليدحض لهم ما يعتقدون، فلما رأى ذلك الكوكب والقوم يعبدونه ويقدمون له القرابين سايرهم في ذلك وماشاهم وهو يعلم بأن الله هو الخالق والمدبر وكيف لا يعلم وهو يقول:
* (يا أبت إني قد جائني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا) * (3)

(٧١)
مفاتيح البحث: الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»