رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٢
الأشياء غير ملابس، بعيد منها غير مبائن (1).
3 - وقال (عليه السلام): الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر (2).
إلى غير ذلك من خطبه (عليه السلام) الطافحة بتقديسه وتنزيهه عن إحاطة القلوب والأبصار به (3).
وأما المروي عن سائر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فقد عقد ثقة الإسلام الكليني في كتابه الكافي بابا خاصا للموضوع روى فيه ثمان روايات (4)، كما عقد الصدوق في كتاب التوحيد بابا لذلك روى فيه إحدى وعشرين رواية، يرجع قسم منها إلى نفي الرؤية الحسية البصرية، وقسم منها يثبت رؤية معنوية قلبية سنشير إليه في محله (5).
ثم إن للإمام الطاهر علي بن موسى الرضا احتجاجا في المقام على مقال المحدث أبي قرة، حيث ذكر الحديث الموروث عن الحبر الماكر كعب الأحبار: من أنه سبحانه قسم الرؤية والكلام بين نبيين، كما تقدم.
فقال أبو قرة: فإنا روينا: أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين، فقسم لموسى (عليه السلام) الكلام، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) الرؤية.
فقال أبو الحسن (عليه السلام): فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين الجن

(١) نهج البلاغة، الخطبة ١٧٤.
(٢) نهج البلاغة، الخطبة ١٨٠.
(٣) لاحظ الخطبتين ٤٨ و ٨١ من الطبعة المذكورة.
(٤) الكافي ١: ٩٥ باب إبطال الرؤية.
(5) التوحيد: 107 - 122 باب 8.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»