دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١١٦
فالنبتة الجميلة التي نراها بأعيننا، ما هي في نظر التطوريين، إلا الصورة العليا لنبتة من نفس النوع قد اندثرت وانقرضت بمقتضى تنازع البقاء أو الانتخاب الطبيعي.
والإنسان في تناسق أجزائه، وجمال شكله، وحسن قوامه، ما هو في نظر دارون إلا الصورة العليا لأخس شكل من أشكال الحيوان، ولأحط فرد من أفراد القرد، قد اندثر وانقرض، بمقتضى قانون تنازع البقاء، أو الانتخاب الطبيعي، وهكذا.
أهم أدلة التطوريين العلمية:
ونحن، سوف نستعرض أهم أدلة التطوريين العلمية، لنناقشها، ثم نبدي رأينا في هذه النظرية ككل وبشكل مختصر، كسبا للوقت.
الدليل الأول: وهو أهم أدلة التطوريين، وقد استقوه من علم الحفريات. ذلك لان بقايا الحفريات، تشكل ما يكاد يكون سلسلة من الأشكال التي تؤدي بنمط من الكائنات العضوية، إلى نمط آخر مختلف عنه كل الاختلاف (1).
الدليل الثاني: وقد استمده التطوريون من علم الأجنة. وملخص هذا الدليل هو أننا كلما رجعنا القهقرى في نمو الجنين، كان التشابه أعظم بين تلك الأنواع التي يعتقد القائل بالتطور، أنها مرتبطة. فأجنة البشر والقرود، أقوى تشابها بكثير في الشهر الثالث من الحمل منها في الشهر الأخير (2).

(1) يراجع في هذه الأدلة وغيرها كتاب الفلسفة أنواعها ومشكلاتها لهنترميد 114 وما بعدها.
(2) يراجع في هذه الأدلة وغيرها كتاب الفلسفة أنواعها ومشكلاتها لهنترميد 114 وما بعدها.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»