حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة وجمهور علماء المسلمين - سعيد إسماعيل - الصفحة ٦
أيها الأخ وأيها الأخت: دعونا نسأل أنفسنا أي التعريفين أكثر صدقا خاصة ونحن فعلم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء كما قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) 24، ولا ينبغي لأحد أن يتلقى وحيا من الله بعده. فالوحي الإلهي خاص بالأنبياء والرسل، وعندما يساوى العالم الشيعي بين أقوال الرسول وأئمة الشيعة فكأنما يقول بأن الأئمة أيضا يتلقون وحيا إلهيا كالرسل والأنبياء، وفى ذلك مخالفة صريحة للقرآن. أما إذا كان القول بأن أولئك الأئمة إنما كانوا يلهمون فإن الإلهام شئ والوحي شئ، فالوحي ملزم والإلهام يشترك فيه الناس ولا يلزم اتباعه. أما الإلهام للأنبياء والرسل فإنه جزء من الوحي.
الإجماع لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يولد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطباطبائي مثلا يستعمل كثيرا قول: " كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره ". 25 أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا:
(1) يقولون بأن الصحابة - وهم عشرات الألوف - قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها - على الأغلبية الساحقة.
(2) يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة - وهو الإيمان بركن الإمامة - أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.
(3) يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.
أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية. 26 فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا

(٢٤) الأحزاب ٤٠ (25) طباطبائي: صفحة 40 (26) فتاوى ابن تيمية: مجلد (19) صفحة 5 - 8.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»