بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا). 38 المفهوم الشيعي للإمامة يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعني الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما.
وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. 39 فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن " الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثني عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد ". 40 ويرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون 41 ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم 42، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية " لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام. " 43 ويقول الخميني في هذا المضمار: " الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين ". 44 وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن " للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ". 45 ويندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم. 46 لهذا نجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية " مؤمنا ومعتقدا بمبادئ الجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة ". كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم " أن أكون حارسا للمذهب الرسمي " كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.
ولضمان عدم