ذهب ضحيتها بعض العلماء الذين لم يتمكنوا من تحرير أنفسهم وعقولهم مما نشأوا عليه من تحيزات خطيرة. فنشأ بذلك مذهب سمى المذهب الشيعي تشيعا لعلي بن أبي طالب وبعض من آله وهم ينقسمون إلى فرق متعددة، منهم الزيدية وهم أقل ابتعادا عن جمهور علماء المسلمين ثم الإسماعيلية والنصيرية العلوية والدروز وهؤلاء قد وصلوا درجة من الغلو حتى جعلوا عليا إلها وخالقا ثم الإمامية الجعفرية الاثني عشرية. 4 التي سنتناولها في هذا البحث ولهذا فسيكون اهتمام هذا الكتيب منصبا على الخلافات الأساسية بين جمهور علماء المسلمين وعلماء الجعفرية معتمدا على المصادر الموثوقة لدى الطرفين بإذن الله ومشيئته.
القران الكريم يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب " الأصول من الكافي " 5 وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث - " ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام). 6 ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم. 7 أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد. 8 وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية 9 وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم. 10 ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد... فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) 11، ويقول جل وعلا: