يألهون النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ويعبدونه كل ذلك يجرنا إلى أن نقوم بتعريفها حتى يعم جميع المصاديق ويمنع عن دخول غيرها.
والطريق الواضح لحل هذه المعضلة هو الوقوف على مقومات العبادة وإمعان النظر في العبادات الصحيحة التي قام بها المسلمون على مر العصور، وفي العبادات والطقوس الباطلة التي كانت تمارس من قبل الوثنيين في الجاهلية والعصر الحاضر حتى نقف على الخصوصيات المكنونة في عمل الجميع والتي على ضوئها تطلق عليها عبادة، إذا فتحليل أعمالهم والوقوف على الميزات الموجودة فيها والخصوصيات الكامنة يوقفنا أولا على حقيقة العبادة، ويرسم لنا ثانيا تعريفا جامعا ومانعا على نحو يكون مقياسا لتمييز العبادة عن غيرها.
وإليك تحليلها:
لا شك أن الجامع بين جميع أقسام العبادات صحيحها وباطلها هو الخضوع للمعبود سواء أكان مستحقا له كالله سبحانه أو غير مستحق له كالأصنام والأوثان أو الأجرام السماوية من النجم والقمر والشمس والأرواح والمثل النورية المجردة، فالعبادة في جميع تلك المراحل تتمتع بالخضوع وهو عمل قائم بالجوارح كالرأس واليد وغيرهما، فالعابد يخضع بجل جوارحه أو بشئ منها أمام المعبود وهذا أمر لا سترة فيه.
ولكن هناك خصوصية أخرى موجودة في الجميع وهو أمر