المسانيد - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٣٨٨
أحاديث عفيف الكندي (سبقت إلى الإسلام) أخبرني محمد بن عبيد بن محمد الكوفي، قال: حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن عبد الله البجلي، عن يحيى بن عفيف، عن عفيف قال:
جئت في الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فلما ارتفعت الشمس وحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة، أقبل شاب، فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل القبلة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشب، فركع الغلام والمرأة. فرفع الشب، فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا، فسجدا معه.
فقلت: يا عباس! أمر عظيم، فقال لي: أمر عظيم؟ فقال: أتدري من هذا الشاب؟ فقلت: لا. فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هذا ابن أخي. وقال: أتدري من هذا الغلام؟ فقلت: لا. قال: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب هذا ابن أخي.
هل تدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا. قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي هذا حدثني:
" إن ربك رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه " ولا والله! ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة ".
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " (5 / 106) ح / 8394 حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد، قال سلمة: حدثني محمد بن إسحاق، عن يحيى بن أبي الأشعث، قال أبو جعفر: وهو في موضع آخر من كتابي، عن يحيى بن الأشعث، عن إسماعيل بن أياس بن عفيف الكندي - وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس الكندي لأمه - وكان ابن عمه - عن أبيه، عن جده عفيف، قال: كان العباس بن عبد المطلب لي صديقا، وكان يختلف إلى اليمن يشتري العطر فيبيعه أيام الموسم، فبينا أنا عند العباس بن عبد المطلب بمنى، فآتاه رجل مجتمع، فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم قام يصلي، فخرجت امرأة فتوضأت وقامت تصلي، ثم خرج غلام قد راهق فتوضأ، ثم قام إلى جنبه يصلي فقلت: ويحك يا عباس! ما هذا؟ قال:
" هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله بعثه رسولا، وهذا ابن أخي علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه، وهذه امرأته خديجة تبنة خويلد قد تابعته على دينه " قال عفيف بعدما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه: " يا ليتني كنت رابعا ".
أخرجه ابن جرير في " تاريخه " (1 / 538)
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»