المسانيد - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٣٢٦
أحاديث ابن عباس (آية المودة) حدثنا محمد بن عبد الله ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " لما نزلت: (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله! ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وابناهما ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3 / 47) ح / 2641 وقد قال العلامة القاضي ثناء الله في " تفسير المظهري " (8 / 320): فإن قيل: كيف أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسؤال مودته أو مودة أقربائه أجرا على التبليغ الرسالة مع أن التبليغ كان عليه فريضة ولا يحبون طلب الأجرة على أداء الفريضة بل على العبادة النافلة أيضا؟
قلنا: إطلاق الأجر على ما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بسؤاله على التبليغ إنما هو على المجاوز المشاكلة، فإن الأجر للسائل على الحقيقة ليس إلا ما يكون نافعا له مسؤولا لانتفاعه به وههنا ليس كذلك. بل إنما سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته ومودة أقربائه وأمر الله سبحانه أن يسأل ذلك لكي ينتفع الناس بمحبته (صلى الله عليه وسلم) فإن محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) مثمرة لمحبة الله وقربه وولايته وموجبة لكمال الإيمان، ومن ههنا إن الأولى أن يقال في تأويله الآية لا أسئلكم عليه أجرا إلا أن تودوا أقربائي وأهل بيتي وعترتي وذلك لأنه (صلى الله عليه وسلم) كان خاتم النبيين لا نبي بعده، وإنما انتصب الدعوة إلى الله بعده (صلى الله عليه وسلم) علماء أمته من أهل الظاهر والباطن ولذلك أمر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يأمر أمته بمودة أهل بيته لأن عليا والأئمة من أولاده كانوا أقطابا لكمالات الولاية، ومن أجل ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أنا مدينة العلم وعلي بابها " رواه البزار والطبراني عن جابر وله شاهد من حديث ابن عمر وابن عباس وعلي أخيه وصححه الحاكم (وابن معين وابن جرير والسيوطي وغيرهم) ومن أجل ذلك ترى كثيرا من سلاسل المشايخ تنتهي إلى أئمة أهل البيت ومضى كثير من الأولياء في السادات العظام ومن أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي "
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»