المسانيد - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
أحاديث بن عباس حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد بن خيثم الهلالي، ثنا أبو عامر الأسدي ثنا موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن ربعي بن حراش قال: استأذن عبد الله بن عباس على معاوية فلما جلس قال له معاوية: ما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال:
" رحم الله أبا حسن كان والله! علم الهدى، وكهف التقى، ومحل الحجا، وطود النهى، ونور السرى في ظلم الدجى وداعية إلى الحجة العظمى عالما بما في الصحف الأولى، وقائما بالتأويل والذكرى، متعلقا بأسباب الهدى، وتاركا للجوار والأذى، وحامدا عن طوق الردى وخير من آمن واتقى، وسيد من تقمص وارتدى، وأفضل من وسعى، واسمح من عدل وسوى، وأخطب أهل الأرض إلا الأنبياء والنبي المصطفى صاحب القبلتين فهل يوازيه موحد؟ وزوج خير النساء وأبو السبطين، لم تر عيني مثله، ولا ترى حتى القيامة واللقاء. فمن لعنه فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (10 / 294) ح / 10589 وله شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعا أخرجه أبو جعفر الطبري في " الرياض النضرة " (2 / 34) بمعناه وقد أخرج الحافظ ابن عبد البر في " الإستيعاب " (3 / 44) بمعناه من طريقه عن الحرمازي رجل من همدان قال: قال معاوية لضرار الصدائي: يا ضرار صف لي عليا؟ قال: اعفني يا معاوية! قال: لتصفنه قال: أما إذ لا بد من وصفه فكان والله! بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته.. فبكى معاوية وقال رحم الله أبا حسن كان والله كذلك.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»