المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد - الشيخ فارس الحسون - الصفحة ٥٤
وقال الأتابكي: ولم يتحرك لهم السنية خوفا من معز الدولة ابن بويه.
وكأن المؤرخين يتعجبون كيف تنقضي المراسم من دون تعرض السنة لهم، فصار المنع جاريا والقتل والنهب عادة، حتى أن المراسم لما تمت بسلام، تذكره أبناء العامة بإعجاب، وكيف لم يحملوا على الشيعة ويقتلوهم؟! لتفرح قلوبهم بسماع سفك دماء الشيعة!!!
وقال ابن كثير: ثم تسلطت أهل السنة على الروافض، فكبسوا مسجدهم مسجد براثا الذي هو عش الروافض!! وقتلوا بعض من كان فيه من القومة!!
والظاهر من عبارة ابن كثير بل صريحها أن هذه السنة أيضا لم تنقض المراسم بدون قتل ونهب.
المنتظم: 7 / 23، تاريخ الإسلام: 17 حوادث ووفيات 351 380، النجوم الزاهرة: 3 / 339، البداية والنهاية: 11 / 255.
وقال ابن كثير بعد نقل ما تعمله الشيعة يوم العاشر: وهذا تكلف لا حاجة إليه في الإسلام، ولو كان هذا أمرا محمودا لفعله خير القرون وصدر هذه الأمة وخيرتها، وهم أولى به، لو كان خيرا ما سبقونا إليه، وأهل السنة يقتدون ولا يبتدعون.
البداية والنهاية: 11 / 255.
ونحن نقول لابن كثير: لو سلمنا لك أن هذا تكلف لا حاجة إليه في الإسلام، فهل فعله يوجب القتل والنهب والإباحة؟!.
وأما قوله: لو كان هذا أمرا محدودا لفعله خير القرون، فهو مردود، بأن خير القرون فعلوه، لكن بشكل آخر، فرسول الله صلى الله عليه وآله أقام المأتم على الحسين قبل استشهاده وكذلك علي بن أبي طالب عليه السلام، وذلك بعد إخبار جبرئيل، ولكن بنحو آخر، وكذا أقام العزاء على الحسين أئمة أهل البيت في اليوم
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»