وكان رسول الله والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين يتفرغون كليا، لصيامه نهارا وقيامه ليلا، مشغولين بالنوافل وتلاوة القرآن والتهجد بالدعاء لا سيما أدعية السحر.
وما من أحد من المؤمنين دعا ربه وتهجد في حالة انقطاع وحضور قلب إلا ويجد نفسه وروحه متألقة بالعالم العلوي، ويبقى أثر ذلك ولذته في نفسه وروحه ليالي وأيام، وقد ثبت بالتواتر أن الدعاء والتضرع كفيلين بإرجاع العبد الآبق إلى حضيرة القدس من الطاعة ومقام العبودية لله سبحانه وتعالى، وابتعاده من وسوست الشيطان وتحرره من ذل معصية الرحمن إلى عز طاعته.
وأن من ثمرات الدعاء ومعطياته يمهد الداع إلى التخلي من الأدران وإزالة ما ران على القلب من الحجب التي تمنع النفس من التحلي ثم التجلي إلى عالم الملكوت ومصاف الأولياء والصالحين.