عنها، وهنالك عدة جهات للبحث في هذه الغيبة القصيرة ستأتي إن شاء الله قبل الإفاضة فيها.
بقية جهات هذا الحديث الشريف على نحو الاجمال:
هنالك غيبتان بحسب فرض هذا الحديث الشريف، وكذلك نعتت الغيبة الصغرى القصيرة بأنه يرجع فيها إلى أهله، والمقصود هنا بأهله ليس المعنى المتعارف، إنما المقصود بأهله هو ما عبرت عنه الرواية في لفظ آخر: " يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته "، فالمقصود من أهله: الخاصة من شيعته، يعني النواب الخاصون، وكذلك الوكلاء الذين وكلهم (عليه السلام) في القضايا الجزئية أو القضايا الشخصية، كما سيأتينا أيضا إن شاء الله تعالى أن للإمام (عليه السلام) في غيبته الصغرى نوعين من النواب: هناك النواب العامون عن الإمام (عليه السلام) وهم الأربعة، وهناك النواب الخاصون، والمقصود بالخاصين يعني في القضايا الجزئية والشخصية، هناك مقابلات في قضايا محددة ووقائع محددة نص عليها المؤرخون جرت بين الإمام سلام الله عليه وبين بعض الخواص.
فإذن المقصود هنا بالأهل ليس خصوص الأهل بمعنى الأسرة التي يرجع إليها، ذلك أمر آخر ليس الحديث في صدده، الحديث ليس في صدد غيبته عن أسرته، الحديث في صدد غيبته عن أمته وشيعته، يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته، وقد قلنا بأن المقصود هو النوعان من النواب، النواب العامون في زمن الغيبة الصغرى، والمقصود منهم هم الذين ينوبون عن الإمام سلام الله عليه في مختلف المسائل التي خولوا فيها.