الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة - الشيخ فاضل المالكي - الصفحة ٣١
عدم السرية في مبدأ القيادة الإسلامية:
هاتان النقطتان ترتبطان بقضية عدم السرية في مبدأ القيادة الإسلامية وفي الثقافة الإسلامية، أو في النظام السياسي الإسلامي، السرية ربما تكون في العمل، أما السرية في القيادة لا وجود لها في الإسلام، ولهذا نجد أن الأئمة صلوات الله عليهم يصرون على مختلف مراحلهم ورغم ظروف التقية التي كانوا يمرون بها كانوا يحرصون سلام الله عليهم على قضية أن ينص السابق على اللاحق.
نعم ربما كان هذا النص في ضمن إطار تقية في ضمن الخواص، أما أن تكون سرية بتمام المعنى فهذا في واقع الأمر ليس من شؤون الإمامة، فالحجة بوجه عام نبوة أو إمامة، فإصرار الأئمة سلام الله عليهم على قضية أن يشخص السابق منهم اللاحق ولو في أحلك الفترات وأدق الظروف، هذا الواقع متفرع على قضية علنية القيادة قدر الإمكان، لما في سرية القيادة من مشكلات مبسوطة في محلها له بحث علمي آخر في باب النظام السياسي الإسلامي، أو متبنيات النظام السياسي الإسلامي.
لكن في حدود هذا المعنى الإمام العسكري سلام الله عليه رغم شدة الظروف الخانقة الإرهابية التي كان يمر بها، مع ذلك أول إجراء اتخذه (عليه السلام) رغم أن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) من حمله إلى ولادته إلى نشأته مبني على التكتم كما تعلمون، حمله كتم بقضية كرامة كما كتم حمل أم موسى بموسى (عليه السلام) بالقصة المعروفة، وهكذا ولادته (عليه السلام) أيضا ما كانت بشكل علني، إنما كانت بتمام الواقع والحيطة والحذر، كما
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست