الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ٢٠
واحدة قبل موتك، أنا واثق بأن أي واحد منا لو أن الله سبحانه وتعالى خيره بين هذه وبين أن يعيش عيشة متواضعة لا أمل فيها ولا ألم، لاختار هذه العيشة المتواضعة دون أن يختار حياة مليئة بالآلام تزول آلامها في آخر ساعة من حياته هذه، وأما أنها تعوض في الحياة الأخرى، فذاك حديث آخر.
الإنسانية أيضا هكذا، من غير المعقول لحكمة الله سبحانه وتعالى أن يقدر لخلقه برحمته أن يخلقهم، وبرأفته أن يهديهم، وبحكمته وعلمه أن يفتح أمامهم مسلكا يبلغون بسلوكه ما يريد الله سبحانه وتعالى منهم حينما خلقهم أن يجعل هذا في أقصر فترات حياتهم.
فأنا واثق من أن الحياة الكريمة التي تأتينا في دولة كريمة يعز بها الإسلام وأهله ويضمحل فيها النفاق وأهله، لا أنه يخذل، بل يضمحل فيها النفاق وأهله، وأن نكون سعداء كما أراد الله سبحانه وتعالى، أن يكون دور الإنسانية هذا، هي أقصر أدوار حياته على ظهر هذا الكوكب.
إذن فما وعد الله سبحانه وتعالى وعدا قاطعا وهو أن يظهر دينه على الدين كله، لا بد وأن يكون على يد مهدي هذه الأمة، لماذا؟ لأن عدد الأئمة عندنا عدد معين، اثنا عشر إماما، استوفى أحد عشر منهم مدته.
ومع أسف الإنسانية وبؤسها وشقائها ومحنتها بل من أعظم محنها أن هذه المدة لم تستوف كما أراد الله، يعني بإرادة من الله سبحانه وتعالى أن تكون مدة حياتهم الطبيعية وهم بين أظهر أمتهم يهدونهم، فأمير المؤمنين (عليه السلام) لا نعلم بأن أشقى الآخرين لو لم يضربه على هامته كم كان يعيش؟ وأن الإمام الحسن سلام الله عليه الذي لم تدم إمامته إلا عشر سنين أو أقل لو لم يسم كم كان
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست