الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ٩
وتعالى قدر للجوزة أن تكون ثمرة لشجرة باسقة، وأن لا يكون للبطيخ إلا هرش صغير.
فالعالم هو الذي يأخذ الحقائق كما هي ثم يستعين بها في حياته، يعني بحيث أننا لو أردنا أن نستحصل الجوزة علينا أن نهئ أو نغرس شجرتها وننتظر وقد يكون انتظارنا يستمر سنين إلى أن نحصل على الثمرة، وإذا أردنا أن نحصل على البطيخة، فالبطيخة أهون بكثير في استحصالها من حيث الزمن ومن حيث الغرس ومن حيث العناية بالغرس، وأسهل بكثير من الجوزة وشجرتها.
حقائق الحياة لا نملكها نحن ولا يملكها إلا الله سبحانه وهو الذي قدرها واستمر عليها ويستمر عليها لحكمته، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
الإمام المهدي سلام الله عليه قدر الله بحكمته أن يكون آخر الأئمة، وأن يكون مهدي هذه الأمة، وأن يكون هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، أو بعد ما ملئت ظلما وجورا، ولا فرق بين العبارتين، إلا ما يتخيله الإنسان من أن كاف التشبيه قد تكون أهون من البعدية، ولا فرق بين الاثنين بحسب الواقع، وأنا أشير إلى مناقشات حصلت في الموضوع.
فالإمام المهدي سلام الله عليه إرادة الله في عالم الشريعة، كما أن حشره سبحانه وتعالى لخلقه إرادته في عالم الخليقة والتكوين، لا فرق بين الاثنين، لم يستشر أحدا في الأولى أي في الحشر بعد الموت، ولا يستشير أحدا في الثانية، أي إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قد أن يكون لهذه الأمة مهدي يظهر في آخر الزمان، وأن يكون من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن ولد أمير المؤمنين (عليه السلام) والصديقة الكبرى سلام الله عليها، وأن يكون من ولد
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست