العصمة - السيد علي الميلاني - الصفحة ١٠
لوجدتم المفسرين يفسرون كلمة العصمة أو مادة العصمة مثل هذه الآيات بالتمسك.
ويقول الراغب: العصم هو الإمساك، الاعتصام الاستمساك (1).
والذي يظهر لي أن بين المسك والتمسك والاستمساك، وبين المنع، فرقا دقيقا ربما لا يلتفت إليه، وهكذا توجد الفروق الدقيقة بين ألفاظ اللغة العربية، فإن بين الحفظ والمنع والحجر و العصم وأمثال هذه الألفاظ المتقاربة في المعنى، توجد فوارق، تلك الفوارق لها تأثير في فهم المطلب في كل مورد تستعمل فيه لفظة من هذه الألفاظ.
فالمعصوم، الله سبحانه وتعالى قد جعل فيه قوة، تلك القوة تمنعه كما يقول أولئك، وتمسكه كما يقول الراغب.
(قال لا عاصم اليوم من أمر الله) أي لا مانع من أمر الله، أو لا ماسك من أمر الله، والفرق بينهما دقيق.
تلاحظون، لو أن أحدا أراد أن يسقط من مكان عال ومنعه أحد من الوقوع يقولون: منعه من الوقوع، لكن إذا مد يده ومسكه كان هذا المنع أخص من ذلك المنع الذي ليس فيه مسك.

١) مفردات ألفاظ القرآن: ٥٦٩. دار القلم - دمشق - 1412 ه‍.
(١٠)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، دمشق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست