الخليل بن أحمد كان أفضل الناس في الأدب، وقوله حجة فيه، اخترع العروض، وفضله أشهر من أن يذكر، وكان إمامي المذهب، انتهى بحروفه.
ولو أردنا نقل كلمات علماء الأدب في النص على ذلك لطال المقام وفيما ذكرنا كفاية للمرام.
الصحيفة الثانية في أول من صنف في علم العروض بعد الخليل فاعلم أن ذلك هو أبو عثمان المازني بكر بن حبيب النحوي (رضي الله عنه) المتوفى سنة 248 ه، كان من غلمان إسماعيل بن ميثم إمام المتكلمين في الشيعة، كما نص عليه أبو العباس المبرد.
وقال أبو العباس النجاشي في كتاب أسماء المصنفين من الشيعة: كان سيد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة، وتقدمه مشهور بذلك.
وذكره جمال الدين ابن المطهر في الخلاصة بنحو ما ذكره النجاشي وأنه من العلماء الإمامية.
وقال السيوطي في الطبقات: كان إماما في العربية، متسعا في الرواية، يقول بالإرجاء، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه لقدرته على الكلام، وقد ناظر الأخفش في أشياء فقطعه.
وقال المبرد لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان، وله من التصانيف كتاب في القرآن، وكتاب علل النحو، كتاب تفاسير، كتاب سيبويه، كتاب ما يلحن فيه العامة، كتاب الألف واللام، كتاب التصريف،