الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٦٣
المدينة، أول ما بدأ بالمسجد وسلم على رسول الله (1).
6 - قال ابن بطة العكبري الحنبلي (م / 387 ه‍) في كتاب الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية: إن كل عالم من علماء المسلمين وفقيه من فقهائهم ألف كتابا في المناسك ففصله فصولا وجعله أبوابا، يذكر في كل باب فقهه، ولكل فصل عمله وما يحتاج إليه الحاج إلى عمله والعمل به قولا وفعلا من الإحرام والطواف والسعي والوقوف، والنحر، والحلق، والرمي، وجميع ما لا يسع الحاج جهله، ولا غنى بهم عن عمله، حتى زيارة قبر النبي فيصف ذلك فيقول: تأتي القبر فتستقبله وتجعل القبلة وراء ظهرك وتقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، حتى تصف السلام والدعاء ثم يقول: وتتقدم على يمينك وتقول السلام عليك يا أبا بكر وعمر. - إلى أن قال -: ولقد أدركنا الناس ورأيناهم وبلغنا عمن لم نره أن الرجل إذا أراد الحج فسلم عليه أهله وصحابته قالوا: وتقرأ على النبي وأبي بكر وعمر منا السلام فلا ينكر ذلك أحد ولا يخالفه (2).
إطباق السلف والخلف على جواز السفر جرت سيرة المسلمين على زيارة الرسول - عند الوفود إلى الحج - بالمرور بالمدينة أو رجوعا من مكة إليها، وهذا أمر ملموس وظاهر مشهود من الوافدين من كل فج عميق، وعلى ذلك جرت السيرة

(١) الواقدي، فتوح الشام ١: ٢٤٤، طبعة دار الجيل، بيروت.
(2) أبو عبد الله ابن بطة، في الإبانة عن شريعة الفرق الناجية - كما في شفاء السقام: 60.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»