الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٩٩
درجات المتقين والدعاء سلم المذنبين الذي يعرجون به إلى آفاق التوبة، حيث يخلون بربهم، ويبوءون بذنوبهم، وينزلونها عنده، ليخفف من غلواء نفوسهم المكبلة بالذنوب، فهو السبب الذي يوصلهم إلى درجات الطاعة والفضيلة، لينالوا درجة الإنسانية الكريمة، ويهذبوا نفوسهم، ويفلحوا بسعادة الدارين.
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الدعاء مفاتيح النجاح، ومقاليد الفلاح) (1).
وإذا تطلعنا في مفردات التراث الغزير الذي تركه لنا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في مجال الدعاء، ولا سيما فيما روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في أدعية الصحيفة السجادية، فسنرى أنها تزخر بثروة كبيرة من النماذج التي تثير مفاهيم الحياة الفردية والاجتماعية على المستوى الأخلاقي وتحديد مكارم الأخلاق وخطوطها التفصيلية، وعلى المستوى التربوي في تحديد مفاهيم التربية الإسلامية وتهذيب النفس وصفائها، وتنمية نزعاتها الخيرة، وردعها عن غيها، وترويضها على طلب الخير.
وخير مثال على ذلك هو دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال الذي جاء فيه: (اللهم صل على محمد وآل محمد، ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها... اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة

(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»