التوحيد والشرك في القرآن - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢١
- مثلا - عبادة لغير الله حتى يكون نفس العمل شركا، والفاعل مشركا فيخرج عن ربقة الإسلام، وجادة التوحيد، أو أنه تكريم وتبجيل لأهداف مقدسة لا يمت إلى العبادة - فضلا عن عبادة غير الله - بصلة؟
وهذا الأصل هو الذي عزمنا في هذه الرسالة على بيانه وتوضيحه فإن كثيرا من الوهابيين جعلوا " الشرك في العبادة " ذريعة لتكفير كثير من المسلمين، وجعلهم في سلك المشركين في العبادة، ولأجل أن يتجلى هذا الموضوع بأفضل نحو نقول:
إن الأصل الذي يجب أن نتوصل إليه قبل كل شئ، هو تحديد مفهوم العبادة في ضوء القرآن الكريم والسنة المطهرة حتى يكون معيارا ثابتا في تشخيص العبادة عن غيرها، إذ لولا هذا لم يثمر البحث، ولم يتم الجدال والنقاش.
فهذا هو الأصل اللازم الذي غفل عنه مؤلفو الوهابية، فأخذوا يصفون كثيرا من أعمال المسلمين بالشرك في العبادة من دون أن يحددوا قبل ذلك ضابطة قرآنية ثابتة وواضحة، غير أننا قبل أن نتوصل، إلى تحديد مثل هذه الضابطة نقدم أمورا هي:
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 23 25 26 27 28 ... » »»