حركة الهداية البرانية، حيث نلمس دور هذا العامل الجوهري في انحراف إبليس (لع) بعد أن كان يرتع في العبادة مع الملائكة حيث لعبت الأنا دورها الرئيسي في نفسية إبليس ومن ثم لتعكس صورة عصيانه وتكبره، كما أشار الله (تباركت أسماؤه) في قوله تعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين. قال ما منعك ألا
تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين). (١) وكذا في قوله تعالى:
﴿فسجد الملائكة كلهم أجمعون. إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين. قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين. قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ (2) ونرى نفس العامل يفضي محتواه في أول حركة عصيان وإجرام
شهدتها الأرض من البشر والتي أشار إليها قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ بني آدم بالحق إذ قربا قربانا