الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١٤
إن صاحب هذه الفتوى الباطلة جاهل حتى باللغة العربية والمصطلح الديني، فإن العلم بالغيب في الكتاب العزيز هو العلم النابع من الذات (أي من ذات العالم) غير المكتسب من آخر وهذا يختص بالله الواحد الأحد، وإليه يشير قوله سبحانه: * (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) * (1)، وأما الإخبار بالغيب بتعليم من الله فالكتاب العزيز والسنة الشريفة مليئان منه.
فهذه سورة يوسف تخبرنا بأن يعقوب وابنه يوسف - عليهما السلام - قد أخبرا عن حوادث مستقبلية كثيرة.. أي أخبرا بالغيب:
1 - لما أخبر يوسف والده بأنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له، قال يعقوب - عليه السلام -: * (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) * (2) وبذلك أخبر ضمنا عن مستقبله المشرق الذي لو عرف به إخوته لثارت عليه حفائظهم.
2 - لما أخبر صاحبا يوسف في السجن يوسف برؤياهما قال - عليه السلام - لمن أخبره بأنه يعصر خمرا: * (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) * وقال للثاني - الذي قال إنه رأى يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه -: * (وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه) * (3).
3 - لما فصلت العير قال أبوهم " يعقوب ": * (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) * (4).
4 - قال النبي عيسى - عليه السلام - لقومه في معرض بيان معاجزه

1. النمل: 65.
2. يوسف: 5.
3. يوسف: 41.
4. يوسف: 94.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»