الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٣١
يصنع سيفه شيئا وولي، وأضرب عرقوب (1) فرسه فوقع على ظهره، فجعل النبي يصيح يا ابن أم عمارة أمك أمك.
قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب (2).
وظلت أم عمارة تقاتل وتداوي الجرحى وتسقيهم الماء، حتى جرح ابنها عبيد بن زيد، وجعل دمه يسيل وهي لاهية عنه بقتال الأعداء، حتى نادى رسول الله ابنها فقال: أعصب جرحك، فتنبهت إلى ابنها، وأقبلت إليه ومعها عصائب حقويها (3) قد أعدتها للجراح، فربطت جرحه، والنبي واقف ينظر إليها، ثم قالت أم عمارة لابنها، بني انهض فضارب القوم. فجعل النبي يقول: ومن يطيق ما تطيق أم عمارة؟
ثم أقبل الرجل الذي ضرب ابنها، فقال رسول الله:
هذا ضارب ابنك. قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك. قالت: فرأيت رسول الله يبتسم حتى رأيت

(1) العرقوب: ما يكون في رجل الدابة بمنزلة الركبة في يدها.
(2) الشعوب: المنية.
(3) الحقو: الخصر.
(٣١)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست