وأخرج ابن عساكر عن جابر أنه قال: انطلقنا من غزوة تبوك فمر بي النبي صلى الله عليه وآله بالليل وجملي قد قام وأنا أحط عنه فقال: من هذا؟ قلت: جابر. قال: ما لك؟ قلت:
جملي قد قام وأنا أحط عنه. فقال: أردد عليه متاعك واركبه فدنا منه فمسه فقام بي الجمل فجعلت لا أضبطه في السير ثم قال لي: يا جابر، تبيعني جملك. قلت: نعم.
فقال: بك؟ قلت: بدرهم. قال: لا يكون جمل بدرهم.
قلت: بدرهمين. فقال: لا أخذه منك إلا بأربعين درهما، وحملناك عليه في سبيل الله. ثم قال: يا جابر، يوشك أن تأتي المدينة فتنام على فراشك. فقلت: يا رسول الله، لا والذي بعثك بالحق ما لنا فراش ننام عليه إلا أن أرضنا رملة فنرشها بالماء فننام عليها.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 40: في هذه السنة بعث معاوية بسر بن أبي أرطأة في ثلاثة آلاف فسار حتى قدم المدينة إلى أم قال: فأرسل إلى بني سلمة فقال:
والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله، فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: ماذا ترين؟ إن هذه بيعة ضلالة، وقد خشيت أن اقتل. قالت: