الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٨ - الصفحة ٧٣
ولقد ضرب عثمان بن مظعون أروع الأمثلة في التفاني لنصرة دين الله، لا تأخذه فيه لومة لائم، وهو له أهل، وبه جدير. وهو واحد من تلامذة رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله الذي انصهر في بودقة الإسلام، وواحد من أفذاذها، وصمد بعد رد جوار الوليد ليتلقى من قريش أذاها، وكان سعيدا بها، ويرى ذلك قليل في الله ورسوله، فقد كان ذلك الأذى بمثابة النار التي تنضج الإيمان وتصهره وتزكيه.
وهكذا سار عثمان بن مظعون مع إخوانه المؤمنين وشاطرهم العنت والعذاب، لا يروعهم زجر، ولا يصدهم إثخان.
ويهاجر عثمان بن مظعون إلى يثرب حيث لا يؤرقه أبو جهل هناك، ولا أبو لهب، ولا أمية بن خلف، ولا عتبة، ولا شئ من هذه الغيلان، التي طالما أرقت المؤمنين ليلهم، وأدمت نهارهم.
فقد ذهب إلى يثرب، وهاجر مع أولئك الأصحاب الذين هاجروا بعد أن ضربوا أروع الأمثال بصمود هم وثباتهم في امتحان تناهت عسرته ومشقته ورهبته.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست